إشترى الأستاذ حامد أحد الخراف كي يضحي بها في العيد ... حاول أن يسحب الخروف من السوق إلي المنزل لكنه كان رافضا السير ... حاول ان يحركه مره أخري لكنه فشل في ذلك ... قرر أن ينتظر قليلا ثم يعاود المحاولة ... وبعد مرور بضع دقائق أمسك بالحبل بشدة وجر منه الخروف حتى كاد أن يختنق ...
إنطلق صوت من خلف الاستاذ حامد قائلا : حرام عليك يا عم إنت .. إلتفت الأستاذ حامد ليرى من خلفه لكنه لم يجد إلا الخروف : وبعدين بقى ... هو فيه إيه بالظبط ؟ ... هو انا بيتهيقلي ولا إيه ؟ ... أكيد .. ما انا واقف في الشمس بقالي ساعة والخروف الغبي ده مش عاوز يتحرك من مكانه .
سمع الاستاذ حامد نفس الصوت يقول : إنت يا عم إنت إحترم نفسك ومتشتمتش ... متخليناش نغلط فيك .
نظر حامد حوله كي يتأكد أن صاحب هذا الصوت هو الخروف ... وعندما لم يجد أحد إلا الخروف , نظر إليه في تعجب قائلا : إنت بتتكلم ولا إيه ؟
الخروف : أيوه بتكلم ... أمال إنت فاكر إني بمأمأ بس ... بص بقى يا عم إنت عشان إنت خنقتني ... أنا مش هروح معاك البيت .
حامد : إزاي يعني مش هتروح معايا البيت ... أمال هضحي بمين السنة دي ؟
الخروف : ضحّي بمراتك ولا بعيل من عيالك ... مش معني أنا يعني إلي هتضحي بيا ؟
حامد وقد إستشاط غضبا : إنت شكلك بتستهبل ... أضحي بمراتي ؟.. ده أنا لو فكرت اعمل كده في العيد هكون متعلّق مكان الدبيحة يوم الوقفة .
الخروف : هههههه يا عم بدل ما تتشطر عليا روح إتشطر على مراتك .... دي شكلها عاملالك رعب .
حامد : إنت إيش حشرك إنت في الامور العائلية دي ... إنت كل علاقتك بينا تلات تيام هتعدهم معانا وبعدين تندبح أول يوم العيد .
الخروف : أستغفر الله العظيم .... ليه بس تجيب السيرة الغم دي دلوقتي ... دأنا كنت بحاول أنسى ... دأنا من يوم ما عرفت إن العيد كمان تلات تيام وأنا جتتي متلبشة ومبقاش ليا نفس أحط حزمة برسيم في بقى ..... بس لأ أنا مش هندبح السنة دي ... مش هندبح ... عارف يعني إيه مش هندبح ...... (لم يكمل الخروف كلمته الأخيرة ... حتى تحرك حركة فجائية جعلت الحبل يفلت من يد الاستاذ حامد ... فأنتهز الخروف الفرصه وإنطلق بسرعة كبيرة .... وإنطلق وراءه حامد في مشهد لفت إنتباه جميع المارة ... فالخروف يجري تارة ويقفز تارة لمضاعفة المسافة التي يقطعها ... أما حامد فلم يجري اكثر من أربع خطوات حتى تعثر وسقط ... لكنه قام من جديد وجرى بسرعة للحاق بهذا الخروف الهارب ...... أخيرا بعد عشر دقائق من هذه المطاردة .... توقف الخروف أما احد الكباري المطلة على النيل .. ونظر إلي حامد قائلا : أنا هنط في النيل وانتحر .
حامد متوسلا : إنت إتجننت ولا إيه ؟ ... عاوز تضيع نفسك يا مجنون .
الخروف : لو مش عاوزني انط ... متضحيش السنة دي .. ولا أقولك إنت شكلك راجل مبسوط ومعاك فلوس كتيرة ... هات عجل وإدبحه ... وبلاش تدبح خرفان السنة دي ... يا شيخ ده ربنا هيضاعف ثوابك لما تدبح عجل وتوزع لحمة اكتر على الغلابة ... ده غير كده العجل كبير وهيتبقى منه لحم كتير يكفيك إنت وعيلتك شهرين تلاته .... أما الخروف ... يدوب هتوزع منه ومش هيتبقى ليك ولعيلتك إلا الكبدة والفشة ... طب انا راضي زمتك فيه حد عاقل يشتري خروف عشان مياكلش منه إلا الفشه ؟!
حامد : بص يا أستاذ خروف ... ربنا خلق كل واحد فينا ليه مهمة معينة ... يعني إنت مهمتك في الدنيا دي إنك تبقى أكل لينا .... كل خروف في الدنيا دي مصيره الدبح ... ده قدره إلي ربنا قدرهوله ... ومفيش حد يقدر يعترض على كده لا أنت ولا ميت خروف غيرك ... ده قدرك إلي لازم ترضى بيه ...
لم يعقب الخروف على كلام الاستاذ حامد ... تحرك ببطئ نحوه وسلّمه الحبل .... وأخيرا امسك حامد بالحبل وسار معه إلي المنزل .
تمت .