خلاص كلها كم يوم ... أو كم ساعة وتدخل عليه كتيبة الإعدام عشان تنهي حياته ... وعلى غير العادة كان آعد بكل شجاعة في الزنزانة بتاعته ومبيعملش حاجة غير إنه يستغفر ... لكنه كان شايل هم حاجة تانية غير إنه هيتشنق ...
وفي يوم وهو على ده الحال .... إنفتحت الزنزانة ودخل عليه إتنين عساكر وظابط .... الظابط : يلا يا مجد ... إحنا خلاص هنريحك من القلق إلي إنت فيه ده.
مجد وهو مش باين عليه أي خوف أو قلق : أنا مش قلقان على فكرة ... ويلّا بقى إقفلو الزنزانة عشان مش فاضي لشغل الأفلام بتاعكو ده .... إتنين عساكر يدخلو على الزنزانة ومعاهم ظابط وعشماوي ... مع موسيقى حزايني ... وأنا المفروض بقى أترعب وأعملها على نفسي .... يلّا إقفلو الزنزانة ... بلاش كلام فارغ .
الظابط وهو بيبتسم : على فكرة يا أبو الأمجاد ... إحنا مبنهزرش .... خلاص ده المعاد بتاعك .
مجد وهو مصدوم : تقصد إيه ؟ .... خلاص هتشنق ........ بس أنا مش محضر نفسي دلوقتي .
الظابط يشاور للعساكر عشان ياخدوه لأوضة الإعدام ... ويقول لمجد : خلاص يا مجد ... إنت أدامك كم دقيقة تستغفر وتتوب عن كل حاجة عملتها .
وبعد ما وصلو ... بص الظابط لمجد وقاله : نفسك في حاجة قبل ما تموت .
مجد : أنا نفسي الراجل العجوز إلي قتلته يسامحني قبل ما تشنقوني .
الظابط : طب هنسيبك دقيقتين ... تدعي فيهم ... إتفضل .
مجد : دقيقتين إيه يا باشا ... أنا عاوز أروحله الترب ..
الظابط : طب ما أنت فعلا هتروحله كمان شويه.
مجد : لا أنا عاوز أروحله بجد وأنا عايش ... عشان أطلب منه يسامحني .
الظابط : لا دا إنت بتهزر بقى .... فين عشماوي ... تعالى يا عشماوي ... خلّصنا في اليوم إلي مش فايت ده .
مجد متوسلا للظابط : أبوس إيدك يا باشا ... وديني هناك ... هما خمس دقايق , ونرجع علطول ... ولو عاوزين تشنقوني هناك ... مفيش مانع ... بس لازم تلَبّولي الأمنية دي ... وحياة أغلى حاجة عنك يا باشا .
ويقع الظابط في حيرة كبيرة ويحاول يقنع مجد إن الكلام إلي بيقوله ده مستحيل يحصل ... لكن عشماوي يميل عليه ويقوله : إيه رأيك يا باشا ... تكلم حازم بيه وممكن يوافق .
الظابط : عين العقل يا عشماوي ... معاك موبايل ؟
عشماوي وهو بيطلع موبايل من جيبه : إتفضل يا باشا ... بس وحياة والدك متزودش عن دقيقة ... أمانة عليك يا باشا ... لما تلاقي العداد 59 ثانية تقفل علطول ... ده لو العداد دخل عالدقيقة التانية ... أنا ممكن أشنق نفسي يا باشا .
الظابط : خلاص بقى ... مكنتش دقيقة دي ........ الو إزيك يا حازم بيه ... كان عندي طلب صغير كده .. هو كان فيه مسجون عندنا عليه حكم بالإعدام وكان طالب يعني إنه يروح الترب .
حازم بيه : وماله ... ده حتى إكرام الميت دفنه .
الظابط : هو حضرتك مفهمتش أصدي ... هو كان يعني بيطلب إنه يزور الترب قبل ما يتشنق .
ويسكت حازم بيه شوية وبعدين يقول : إنت أكيد بتهرج ... إنت والمسجون بتاعك ... إقفل .. بلاش كلام فارغ .......... ( وفي الوقت ده يقرب مجد من الظابط وياخد منه الموبايل ويقول : يا حازم بيه أنا لو مرحتش الترب هيحصلي حاجة ... أنا عاوز أموت وأنا مستريح وحياة ولادك يا بيه ) ..
ويرد عليه : طب إهدى ... إهدى ... وإديني الظابط .
وفي حين كان مجد مبسوط إن الظابط هيوافق على طلبه ... كان عشماوي واقف بيتحسر وهو شايف الستوب ووتش بتاعته عدت أربع دقايق .
وبعد ما الظابط خلص المكالمة , بص لمجد وقاله : خلاص يا أبو الأمجاد ... حازم بيه وافق إنك تروح الترب .... بس هما خمس دقايق هتقضيهم هناك , ونرجع علطول ... إشطة كده ؟
مجد : إشطة بالهبل .
وياخد الظابط مجموعة من العساكر في حراسة مشددة لمكان الترب .... ولما يوصلو ينزل مجد مع أحد العساكر المربوط معاه بالكلبشات ... ويجري ناحية تربة الراجل إلي قتله ... ويطلب منه السماح عن جريمته .... هو عارف إنه غلطان ويستاهل الشنق ... مش معني إنه مكنش لاقي ياكل إنه يروح يقتل راجل عجوز لا حول ليه ولا قوة .... أعد كتير عند الترب يستغفر ... وبعد ما خلص بص للعسكري إلي معاه وقاله : يلّا كفاية كده ... كده أتشنق وأنا مستريح .
ورجع مجد للسجن ... لكن قبل ما عشماوي يقرب منه ... قال للظابط : استنى ياباشا .... أنا كنت قتلت شاب من عشر سنين ... عاوز أروح الترب إلي مدفون فيها عشان يسامحني .
الظابط وهو بيشاور لعشماوي : إنجز يا عشماوي ... ده شكله جاي يكفّر عن سيئاته كلها إنهارضه ....
تمت ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق