إنطلقت صافرات الإنذار معلنه عن إقتراب خطر كبير يكاد يفتك بهم جميعا ... على وجه السرعة تم محاصرة الخطر عن طريق عدد كبير من الحراس الذين إلتفو حوله ليمنعوه من القيام بجريمته التي يفعلها كل يوم ... هم يعلمون أنهم بعددهم الكبير لن يستطيعو منعه , ولكن فليكفيهم شرف المحاولة .
إقترب منه أكبرهم و الذي يبدو عليه الوقار وقال : إنت مش ناوي تبطل بقى إلي بتعمله ؟
رد عليه : سيبوني أعمل إلي أنا عاوزه ... هو أنتو عشان عايشين معايا ... كل شوية أسمع منكو الكلمتين دول ...
إقترب منه أكثر ووضع يده عليه في حنو قائلا : إحنا خايفين عليك ... وكمان خايفين على نفسنا ... ما إحنا لو سبناك تعمل إلي أنت عاوزه كلنا هنروح في داهية .... إنت مش عايش لوحدك يا سيادة ( اللسان) ... إنت عايش معاك 32 سنّة ... وخلي بالك إحنا ياما صبرنا عليك , أنا ممكن أسيّب عليك الكام ناب دول وهما هيشوفو شغلهم معاك ... بس إنت عشان عزيز علينا , مش هنعمل معاك كده .
نظر اللسان إلي الأسفل في حرج , ثم قال : أنا عارف إن أنا غلطان , بس يعني فيها إيه لما يطلع مني حتة شتيمة صغيرة لا راحت ولا جت .... ولاّ لما أدردش مع الناس بشوية كلام عن ناس تانية ...
ظهرت آثار الغضب على كبيرهم وكاد أن يضغط بقوة عليه , لولا أن منعه باقي الأسنان , ثم قال : إنت ليه بتتعامل مع الشتايم والغيبة كأنها حاجة بسيطة وسهلة ... دإحنا بنسمع منك في اليوم ما لا يقل عن 30 شتيمة مختلفة ... ( شتيمة عادية .... شتيمة بالام ... شتيمة بالأب ... تلاتة بأم وإتنين بأب وأربعة مشكل ) .... ده كفاية إنك حافظ أكبر موسوعة في الشتايم ( موسوعة الست فهيمة في اللعن والشتيمة ).
اللسان بفخر : دي موسوعة رائعة من أربع مجلدات فيها جميع أنواع الكلمات القذرة , ومفيش ولا كلمة فيها إلا وحافظها بالشرح بتاعها ...
الضرس : مبسوط إنك حافظ كمية شتايم لا تعد ولا تحصى ... حرام عليك , كفاية قذارة .... هو التسوس إلي إحنا فيه ده من شوية ؟ ........ على العموم الشتايم دي حاجة صغيرة من المصايب إلي بتعملها .... يعني إحنا عارفين إن أكتر هواية بتعملها إنك تجيب في سيرة الناس .
اللسان : يا سلاااام ... دي حاجة مزيكا .. لما تمسك واحد مش موجود , وتطلع فيه كل الصفات المش كويسة .... يعني يكون منافق وغشاش ومعندوش دم وعديم الذوق وقليل الأدب ومش محترم وبتاع ستات , ومعندوش أي ميزة خالص ..... بجد حاجة ممتعة ... بكون مبسوط جدا وأنا بمارس الهواية دي .
الضرس بإشمئزاز : إخيه عليك ... بتنبسط لما تغتاب حد وتاكل في لحمه ؟ ... إتفو عليك لسان مش متربي .
اللسان : يا عم إنت , بطل تف بقى ... إنت غرقتني إنت وصحابك دول ... أنا مستهلش منكو كل ده .
الضرس : ماتستهلش كل ده ! ... إنت نسيت البلاوي التانية إلي بتعملها .... تريقتك على الناس .... النميمة ... الكدب ... الشهادة الزور .... وغيره وغيره .... إنت لازم تراجع نفسك كويس ... إنت أس البلاوي كلها ... إنت بكلمة منك تعمل فتن وحروب وجرايم .... بكلمة منك تطلق واحد من مراته وتفرق بين الأخ وإخواته ... إنت ... إنت يا تقول كلمة حلوة يا تسكت خالص .
اللسان وقد بدى عليه التأثر من الكلام : خلاص يا عم .. أنا هعيط كده ... أنا هحاول أبطل البلاوي إلي بعملها ... بس وحياة أغلى حاجة عندك يا شيخ ... تنبه على السنان كلها تاخد بالها وهي بتمضغ الأكل , عشان مش كل يوم أتعض ... أنا خلاص جالي تسلخات ...
لم يمضى عدة ساعات , حتى عاد اللسان إلى ما كان عليه .... وكلما نظرت إليه الاسنان بغضب ... حاول جاهدا أن يتغاضى عن نظراتها القاسية ويكمل جرائمه التي إعتاد عليها , آملا أن يأتي يوما يتطهر فيه من سوءاته ... فلا ينطق إلا بالكلام الطيب .... فليصبر قليلا ... لعل هذا اليوم قريب .
تمت ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق