اتفضل يا عم ... سمي كده وإدخل برجلك اليمين ... اطلبلك حاجة ؟

لأ ... طب كويس .. منور ياباشا

يوميات قطرة ميه .. ( رحلة بحرية جوية أرضية )


لو تخيلنا إن قطرة ميه كتبت اليوميات بتاعتها ... يا ترى هتكتب فيها إيه ؟!

تعالو نشوف قصة حياة قطرة الميه دي ..





في أحد الايام المشمسة التي بلغت درجة حرارتها الاربعين , كانت هناك أحد قطرات الماء التي تسكن في احد البحار ... وقد كان الجو شديد الحرارة على هذه القطرة المسكينة التي لم تجد أي شئ يحميها من هذه الحرارة الشديدة ... لذلك إستنجدت بزميلتها التي تسكن بجوارها في هذا البحر : بقولك إيه ؟ ... معندكيش شمسية سلف , ولّا حتى كاب .... إنشالله حتى كراسة 24 ورقة أحطها فوق راسي عشان الشمس دي .
الزميلة : ياريت يا ختي ...  ده إحنا حتى من حظنا إننا ساكنين على وش البحر , وكل يوم الشمس تلسعنا  ... ياما قولتلك تعالي نسكن جوه بعيد عن السطح , أعدتي تقوليلي بتخنق وبخاف من الضلمة ... إستحملي بقى يا حلوة .

القطرة الاولى : بس إنهاردة الحرارة عليت أوي ... أنا مش قادرة أستحمل , أنا حاسة إن النهاردة خلاص اليوم إلي هنتبخر فيه .
القطرة الثانية وقد شعرت بقرب النهاية : يا لهوي .. يعني بدل ما أحنا سايلين كده هنبقى بخار ... وبدل ما الجزيئات بتاعتي كانت ماسكة في بعضها , كل جزئ هيفك من إيد أخوه ... وأبقى ماشيه مش عارفه أتلم على جزيئاتي .

القطرة الاولى وهي تشير لأعلى : شايفه البخار إلي طالع من هناك ده ؟ ... ده طالع من بيت الجيران .
القطرة الثانية : إيه ده هما عندهم حريقة دي ولا إيه ؟
القطرة الاولى وقد على صوتها : ياريت ياختي ... دي مش حريقة ... دول جيراننا بيتبخرو .. وإحنا الدور جاي علييييييينا .

لم تعقب القطرة الثانية من هول الصدمة ... ولم يكن امامها إلا الإنتظار حتى تصل درجة حراراتها إلي الدرجة التي تسمح بتبخرها ... ولم يمضي سوى دقائق حتى تحولت القطرتان من الحالة السائلة إلي الحالة الغازية , وحينها كانت القطرة الاولى تصيح في زميلتها : خلى بالك يابت والجزيئات بتوعك بيبعدو عن بعض لجزئ يهرب هنا ولا هنا .... عدّي جزيئاتك كويس .
لكن لم تكن القطرة الثانية في الحالة التي تسمح لها بأن تنصت لما تقوله زميلتها , فقد كانت تعمل جاهدة على الصمود ومقاومة التحول إلي بخار , لكنها في النهاية لم تستطع التغلب على حرارة الشمس التي حولتها في النهاية إلي الحالة الغازية .

صعدت القطرتان لأعلى ... وكانت القطرة الاولى شديدة السرور بما حدث لها من تغيير في شكلها وخفة وزنها ... فالآن تستطيع أن تطير لأعلى بكل سهولة بعد ان قضت العديد من عمرها لا تستطيع الطيران ... الآن فرصتها كي تغيظ زملائها الذين ما زالو على سطح البحر .... هاهم مجموعة من زميلاتها يقفو على سطح البحر وهم ينظرون بحسد للقطرة الاولى التي تتحرك كيفما تشاء .
 أبعدت القطرة الاولى نظرها عن أعين هؤلاء الحاسدين ... وأخذت تبحث  عن القطرة الثانية ... وعندما وجدتها قالت في سعادة بالغة : شايفه يا بت شكلي بقى عامل إزاي ؟ ...  بذمتك مش شكلي كده أحلى ؟

لكن زميلتها لم تشعر بالإرتياح لهذا التغيير لذلك إكتفت بقول كلمة واحدة ردا على زميلتها :  آه ...... حلو .

القطرة الاولى : مالك يا بت ... هو إنتي مش مبسوطة إننا بقينا بخار ميه ؟
القطرة الثانية :  مش حكاية مش مبسوطة , أنا بس مبحبش التغيير ... وبعدين مش شايفة جزيئاتي بدل ما كانو لازقين في بعض , دلوقتي كل جزئ ماشي في حته ... أنا كده مش هعرف أسيطر عليهم ....... تقطع كلامها وتنظر إلي جزيئاتها التي أخذت في الإبتعاد وتصيح فيهم : خدي يابت متلعبيش بعيد ... تعالي هنا ... إنتي يا مقصوفة الرقبة ..... آآآآآآآه ياني تعبت ....

القطرة الاولى :  مسيرك تتعودي على التغيير ده ... وبعدين مش كل التغيير وحش , التغيير مطلوب في بعض الاحيان ... وأنا عارفة إنك هتغيرى رأيك لما أقولك إحنا رايحين فين  دلوقتي .

القطرة الثانية : رايحين فين ؟

القطرة الاولى : إحنا طالعين فوق عشان الهوا يشيلنا ونعمل سحابة .

القطرة الثانية بلهفة : بتتكلمي بجد  ؟ ... رايحين نعمل سحابة ؟

القطرة الاولى : آه والله ... حتى إسألي أي حد طالع معانا .

القطرة الثانية : يااااااه ...  أنا من زمااان وجدتي كانت بتحكيلي حكايات كتيرة عن جدودها إلي راحو للسحاب ... كانت كل يوم تاخدني على حجرها وتقولي : بصي لفووق ... أبص ألاقي سحاب كتير .... فتقولي : عارفه مين ساكن هناك ؟ ... هناك ساكن جدي ابو أبويا وجدي أبو أمي ... وخالتي وجوز خالتي وعيالهم  وقرايب كتير لينا ..... أنا بصراحة مكنتش بصدقها , أقول إزاي قرايبنا دول كلهم طلعو لفوق  أوي كده , لكن دلوقتي عرفت إن كلامها كان حقيقي ....... إييييييه دنيا , الله يرحمك يا ستي .

وبدأت القطرة الثانية تشعر بالإرتياح بعد أن علمت أنها ذاهبة كي تكوّن أحد السحابات ... ما أجملها وهي تشارك زميلاتها في تكوين أحد السحابات ذات المنظر البديع .... الآن إستعجلت القطرة الصعود لأعلى بعد أن كانت مستاءة لهذا التغيير ... نظرت للأعلى وهي تقول لزميلتها : هو إحنا فاضلنا كتير على ما نوصل ؟

القطرة الاولى : خلاص قربنا أهو ... عارفة أنا نفسي أروح فين بعد ما نعمل سحابة ؟

القطرة الثانية : عاوزة تروحي فين ؟

القطرة الاولى : أنا نفسي بعد ما نعمل سحابة ... السحابة تمشي ...وانزل مع المطرة على  نهر النيل إلي مصر .

القطرة الثانية وهي تضع يدها على صدرها بقوة : يا لهوي ... إنتي إنهبلتي يا بت ... نهر النيل , وكمان إلي في مصر .
القطرة الاولى : إيه مالك إتخضيتي كده ليه , ماله نهر النيل بتاع مصر ؟

القطرة الثانية : ده أنا جدتي كانت بتحكيلي حكايات رعب عن قرايبنا إلي كان بيسافرو هناك ... منهم واحد كان مسافر مع مراته وأولاده لنهر النيل ... هو يعيني جاله حالة سطل مزمن من البلاوي إلي كان بيشمها في النيل ... أما مراته ماتت بالبلهراسيا ... و عياله الإتنين بعد ما ابوهم وأمهم ماتو مش عارفين لغاية دلوقتي هما فين .... جدتي كانت بتحكيلي على الحاجات إلي الاخ ده شافها قبل ما يجيله حالة السطل دي ...هناك شاف كل الملوثات إلي في الدنيا .. شاف الحيوانات إلي كانت بتترمي في النيل ... تخيلي لما يكون بيتك بيطل على جثة كلب ميت ... يع .. منتهى القرف ... يعني الواحدة بدل ما تصحى الصبح تشم هوا نضيف ... تصحى تلاقي الريحة بتاعة الكلب دي .
القطرة الاولى : إسكتي .. إسكتي قلبتيلي بطني .

القطرة الثانية : عرفتي ليه بقى إتخضيت لما عرفت إنك عاوزة تروحي النيل .

القطرة الاولى ترفع يدها للسماء وتقول بتضرع : يا رب ... يارب  ما توقعني في نهر النيل ده يا رب .. ده أنا ميه نضيفة ومستحملش البهدلة دي يا رب .


أخيرا وصلت القطرات للمكان الذي سيتكون فيه السحابة , صعد بخار الماء فوق الهواء الذي سيكون من الآن وسيلة تنقلهم بشكل أفقي  من مكان لآخر .... وعلى الرغم من التزاحم الكبير بين القطرات وبعضها البعض للركوب في اول السحابة , إلا أن القطرة الاولى والثانية إستطاعو إختراق هذا الجمع الغفير , ونجحو في الركوب في أول السحابة .

بعد أن ركبت جميع القطرات , وإستقرت كل قطرة في مكانها ... وقفت إحدى القطرات التي يبدو من مظهرها أنها قائد هذا الجمع وقالت بصوت عالي سمعه الجميع : بصو يا جماعة , إحنا دلوقتي ركبنا السحابة دي , ودي عبارة عن الميكروباص إلي هيوصلنا المكان إلي هننزل فيه ... بس ميكروباصتنا هنا تختلف عن ميكروباصات البني آدميين .... هما بينزلو من الميكروباص يمشو على الارض عادي خالص ... أما هنا بقى هتنزلو من الميكروباص آخر الخط وهننزل منه على شكل مطره ..... يعني أي حباية عندها مشاكل في القلب تقول من دلوقتي عشان النزول من فوق لتحت هيبقى خطر علي حياتها وممكن يجيلها سكتة قلبية قبل ما تنزل على المكان بتاعها .
رفعت احد الحبات يدها قائلة : طب بالنسبة للى عندهم مشاكل في الضغط , حضرتك عارفة بقى فرق الضغط بين فوق وتحت .

القائدة : لا عادي , مفيش أي مشاكل ... هو كله  في الاول ممكن يلاقي مشاكل بسيطة من إختلاف الضغط لكن بعد كده هيتعود .

أخذت  القائدة نظره أخيرة على الجميع لعل أحدهم يريد أن يستفسر عن شئ ما .... لكن لم يرفع أيا منهم يده .... لذلك نظرت للجميع وقالت : خلاص كده كله تمام ... يلّا على بركة الله .

بعد أن قالت القائدة كلمتها الاخيرة إنتظر الجميع أن تنطلق السحابة ... ولكن لم تتقدم خطوة واحدة , فرفعت احد القطرات يدها وسألت القائدة عن سر توقف هذه السحابة .
القائدة : الصبر يا جماعة ... إحنا مستنيين أي شوية هوا جامدين يزقو السحابة بتاعتنا ... الظاهر لسه مفيش هوا جامد قادر يزق سحابتنا .

نفس القطرة : طب ما إحنا ممكن ننزل نزق يا ريّسة .
القائدة : ده على أساس إننا راكبين عربية فيات ... يا بنتي إصبري .. شوية كده وهتلاقي الرياح بتحركنا للمكان إلي هنروحه .

إنتظر الجميع حتى جائت نفحة هواء قوية , وبدأت السحابة في التحرك .... حينها صاحت القائدة في الجميع : يلّا يا جماعة كله يستعد عشان السحابة بدأت تتحرك ... كله يربط الأحزمة ... ممنوع التدخين ... ممنوع الموبايلات ... كله يجهز ... سيري يا سحابتنا على بركة الله .

كانت القطرة الاولى في شوق كبير لمعرفة المنطقة التي ستنزل عليها ... فلربما سقطت على أحد الحقول ... ولربما سقطت على احد الطرق الصحراوية ... أو لربما إلتقطها احد العطشى .... لربما ولربما ... أماكن عديدة ربما تنزل عليها هذه القطرة هي وزميلاتاها , ولكن عليها أن تنتظر .

إنطلقت السحابة وعلى متنها العديد من قطرات الماء المتواجدة على شكل بخار ... وكم كانت السعادة تعلو وجوه الجميع وهم يشاهدون السماء من فوقهم والأرض من تحتهم في مشهد لم يرو مثيلا له من قبل .

في أحد القرى  وقف عم حسن وهو مزارع بسيط لا يمتلك في هذه الدنيا إلا أرضه الصغيرة التي يقتات منها هو وأولاده .... وقف عم حسن أمام حقله الذى أعده خير إعداد , وإنتظر مياه الامطار كي تسقيه ... ولكن لقد تأخرت الامطار هذا العام ... ويوشك الزرع على الفساد .... فعم حسن يسكن في بلاد تعتمد الزراعة فيها بشكل أساسي على مياه الأمطار , وبدونها  يفسد الزرع .

لم يكن عم حسن الوحيد الذي ينتظر مياه الامطار ... بل باقي سكان القرية كذلك كانو على شاكلة عم حسن ... فالأمطار التي قد يعتبرها الآخرون رفاهية ... يعتبرها أهالي القرية هنا من ضروريات الحياة في قريتهم .

إنتظر عم حسن مع أهالي قريته يوما بعد يوم ... وقد البدأ الزرع في الفساد ... الآن ماذا يفعل ؟ ... ستمر أياما عصيبة عليهم إذا لم يخرج هذا الزرع  .... إجتمع عم حسن بأهالي قريته في أحد المساجد وقال لهم : يا جماعة دلوقتي إحنا في موقف صعب جدا ... ولغاية دلوقتي مفيش مطرة نزلت ... إحنا دلوقتي في عرض سحابة واحدة تعدي من فوقينا ... لكن للأسف مفيش ... إيه العمل ؟
رفع أحدهم يده وقال : مفيش غير حل واحد ... دلوقتي مين إلي كان بيبعتلنا المطرة كل سنة ؟
عم حسن : أكيد ربنا .
نفس الرجل : طيب دلوقتي إحنا نطلب من ربنا ينزل علينا المطر ... نصلي صلاة إستسقاء .... وندعى ربنا يرزقنا من بركاته .
عم حسن : عين العقل ... يلّا بينا .                              

صلى الجميع صلاة الإستسقاء  في هذا اليوم ... وكذلك صلوها ليومين متتالين ... ولكن  ... مازالت  السماء  خالية من أي غيوم ..


هناك في السماء كانت القطرة الأولى جالسة بجوار زميلتها على أحد السحابات  يستمعون للخطاب الحماسي الذي تلقيه عليهم القائدة  :  لازم تعرفو يا جماعة إن إنتو من دلوقتي هيبقى ليكم دور كبير في المجتمع ... لازم تنسو حياة الكسل إلي كنتو عايشينها على سطح البحر ... لما كانت أقصى أمنية لأي واحدة فيكو إنها  تاخد حمام الشمس بتاعها الساعة إتنين الضهر وهي مسترخية و بتشرب ماج الأكسجين السايل ...
 وإلّي كانت بتعد تستني سمكة قرش تعدي من جنبها عشان تتنطط على ضهرها عشان تتمنظر أدام أصحابها ..
 وإلي كانت هوايتها الوحيدة إنها تعد السفن إلي معدية أدامها ... ساعتها بتكونو مبسوطين عالآخر ومفكرين إن هو ده هدفكو في الحياة ... لكن ده مش دوركم يا جماعة ... إنتو دوركم أكبر من كده بكتير ...   إنتو دلوقتي على وشك إنجاز مهمة عظيمة ...

قاطعتها القطرة الاولى في لهفة : مهمة إيه دي يا ريسة ؟ ... أوعى تقولي إن إحنا هننزل مطرة على نهر النيل ... أبوس إيدك .. أنا مستعدة أعمل أي حاجة إلا إني أروح أسكن في نهر النيل ده .
القائدة : لأ يا لمضة .. مش هننزل على مية النيل .. إحنا هنروح حتة تانية خالص .
تنفست القطرة الاولى الصعداء وقالت : الحمد لله ... كده أكمل الرحلة وأنا مقبلة على الحياة .
أكملت القائدة : إحنا فاضلنا بالظبط عشر دقايق ... وبعدها هتتكثفو وترجعو قطرات مية تاني ... إلي في نفسها حاجة تعملها قبل ما تتحول تلحق تعملها بسرعة .

نظرت القطرة الاولى إلي زميلتها وقالت : مش زعلانة إن إحنا هنتغير تاني ؟
القطرة الثانية : مش مهم نتغير نكون إيه .. المهم أبقى عضو فعال في المجتمع .

القطرة الاولى : إيه ده يا بت ... إنتي جبتي الكلام الكبير ده منين ... بس تصدقى إن كلامك صح .. على رأى الريسة ... سمعتيها وهي بتقول : إنتو على وشك إنجاز موهمة عاظيمة .... تحسي في كلامها ده إننا رايحين نحارب ههههه .

ها هي المحطة الأخيرة للسحابة ... هنا ستتجمع سحابات كثيرة .. منها هذه السحابة ليتحدو جميعا ويكونو غيمة كبيرة ... بعدها سيتكثف البخار وترجع القطرات لحالتها السائلة كي ينتقلو لمكان آخر عن طريق المطر .
صاحت القائدة في الجميع :  ده آخر الخط يا جماعة ... كله يستعد دلوقتي عشان هيتكثف وينزل مطرة .
نظرت القطرة الاولى إلي الاسفل فوجدت الأرض بعيدة جدا فإرتدت للوراء وخافت من النزول ... لكن القطرة الثانية حاولت تشجيعها فأخذت بيدها وتقدمت معها للأمام , لكن القطرة الاولى قالت في خوف : لأ .. لأ .. أنا مش نازلة مع المطر .. إنتي مش شايفة المسافة أد إيه .. ده أنا ممكن أموت من الخوف قبل ما اوصل  للأرض .
القطرة الثانية : يلّا مفيش وقت .. لازم ننزل دلوقتي عشان نكون مع المطر إلي نازل .. ولّا يرضيكي بعد ما الدنيا تشتي على الناس إلي إحنا نازلين عليهم والمطرة تخلص ... الناس تلاقي نقطتين ميه متأخرين عن ميعاد المطرة بتاعتهم ونازلين بعد ما المطرة خلصت بربع ساعة ... شكلنا هيبقى وحش أوي .

القطرة الاولى : بس أنا خايفة ... طب هما مابيوزعوش هنا براشوطات ؟

القطرة الثانية : إنت شكلك بتضيعي وقتي وقتك .. أنا هنزل لوحدي .

القطرة الاولى : طب إستني إستني .. طب مينفعش السحابة تنزل بينا شوية وتقرب من الارض .

لم ترد القطرة الثانية وإتجهت بالقرب من حافة السحابة ... ولم تجد القطرة الاولى مفر من أن تلحق بزميلتها ... أمسكت بيدها ونزلت معها ومع باقي زميلاتها من مياه الأمطار .

ها هي الأرض التي ستنزل عليها الأمطار ... إنها أرض عم حسن وأهل قريته ... لقد ظنو أن المطر لن يأتي ولن ينزل ... فبعد أن صلو صلاة الإستسقاء ... مرت ثلاثة أيام لم يظهر فيها أي سحابة ... فمنهم من إرتاب ... ومنهم من ظن أنها النهاية .. وأنهم سيقضون أيام عصيبة في هذا العام ... تشائم الكثير ...
 ولكن هم  قلة من وثقو أن الله سيستجيب لهم ويتبدل حالهم ... وكان منهم عم حسن الذى كان وجهه ممتلأ بالتفائل والثقة بالله ... فقد فعل ما عليه تجاه أرضه ... أما المطر فلا يملك فيه أي شئ ... ولكن ثقته الكبيرة أن الله سيرزقه جعلت المياه تنهمر على أرضه .. وكذلك أراضي أهل قريته .. ليحيي الله أراضيهم التي كانت على وشك الموت .

قال تعالى (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ )


 
Powered by Blogger