اتفضل يا عم ... سمي كده وإدخل برجلك اليمين ... اطلبلك حاجة ؟

لأ ... طب كويس .. منور ياباشا

اليلة ليلتك يا معلم ...


أخيرا جيه اليوم إلي عبده إستناه من زمان أوي .... اليوم إلي هيتجوز فيه منى إلي أعد خاطبها تلات سنين  ....... وخلال المدة دي إتأجل الفرح أكتر من خمس مرات ..... وأخيرا جيه اليوم إلي الفرح متأجلش فيه .... ففي اليوم ده حلف عبده إن الدخلة هتبقى النهارضه حتى لو الخارجة بتاعته بعدها علطول ....... وفعلا إتعمل الفرح في اليوم ده .

كان يوم رائع .... كان عبده آعد فيه جنب منى في الكوشة وكان باين عليهم الإتنين سعادة محدش يقدر يوصفها ..... وفعلا أي بنت في اليوم ده كانت تتمنى إنها تكون مكان منى .... وأي شاب كان يتمنى إنه يكون مكان عبده ..... ولأن الأوقات الحلوة بتعدّي بسرعة ... خلص الفرح علطول وقام عبده ومنى من الكوشة وقربت منهم الزفة عشان يزفوهم للعربية .

مسك عبده إيد منى ومشى معاها لغاية العربية ....... ولأن العربية دي أعد يستناها تلات سنين فمكنش ينفع إنه يدخلها هو وعروسته عادي كده زي أي عريس وعروسة ..... قلع الجاكته وشمّر كم القميص وراح شايل عروسته و مشى بيها تلات خطوات بعدها وقع هو عروسته عالأرض وإتبهدلت البدلة والفستان  , لكنه أصر إنه يكمل بطولته ويشيل العروسة لحد باب العربية .... وفعلا عملها ووصلو لباب العربية بعد خمس وقعات وبعض الإصابات الطفيفة في العروسين  ..... إتفتحت الأبواب ودخلو وهما بينهجو ...... وإنطلقو لعش الزوجية ..... وصلت العربية ونزل عبده , وهو نازل موبايله رن .... رد ألووو ... الووو .... مفيش إستجابة ....... مش مشكلة , الموبايل ده مينفعش يكون مفتوح في يوم زي ده  ... قفل الموبايل وراح عشان يفتح الباب لمنى , لكن ............... مفيش مني .

اتخض أول ماشاف المكان فاضي , بص حواليه ملقاش حد ....... نادى بصوت عالي ( منى.... منى) لكن مفيش رد .... جيه على باله إنها ممكن تكون بتعمل معاه مقلب , فراح باصص تحت العربية لكن ملقاش حاجة ... فتح الكبود برضه مفيش حاجة .... شنطة العربية .... تحت الكراسي .... مفيش .......... كل ده وهو عنده أمل وهو بيدور إنه يلاقيها طالعاله وتقوله ... بخ ..... فيقولها  عو ..... لكن الحكاية شكلها جد بقى .... منى مش باينة خالص ....... آخر ما زهق من التدوير عليها  .... خاد ركن وأعد يندب حظه .....بقى يوم ماييجي اليوم إلي إستناه 3 سنين .... منى تضيع منه .

وهو على ده الحال موبايله رن ..... رد وهو عنده أمل إن مني هي إلي بتتصل .
-         ألو ... مين معايا .
رد عليه واحد :   إحنا خاطفين منى وعاوزين منك فدية 30 ألف جنيه .
أول ما سمع عبده كلمة 30 ألف , كان قلبه هيقف ...... وإتمنى إن إلي خطفها كان جيه يوم بدري قبل ما تبقى على ذمته ..... لكنه أعد يلوم نفسه ويقول  ( منى دي مسؤولة مني من أول ما جيت إتقدمتلها من تلات سنين .... ميصحش إلي أنا بقوله ده .... أنا لازم أتصرف ) .
-         إنتو مين وعاوزين مننا إيه ؟
-         عروستك هتخليها معانا كام يوم , لغاية ماتجهز الفلوس وتيجي تقابلنا ..... واستني مني كما تلفون .
وحاول يستفسر منه على أي حاجة لكن السماعة إتقفلت في وشه ...... نزّل الجهاز من على ودنه وهو مش عارف يعمل إيه .... وإزاي هيتصرف في ال 30 ألف ..... ده كل الفلوس إلي أعد يحوش فيها صرفها عشان يتجوز بيها .

عند العصابة ....
تلات رجالة  ..... واقفين في وسط أوضة مكركبة في الدور الأرضي .... وعلى ركن من الإركان , كانت منى مربوطة بحبل وهي لسه بفستان الفرح ....
يقرب منها واحد منهم ويقولها : بصي يا عروسة إحنا طلبنا 30 ألف من عريسك ...... فلو إنتي غالية عليه هيغطس ويقب ويجيب الفلوس ..... أما لو غير كده , يبقى خلاص ربنا بيحبك عشان كشفهولك على حقيقته ......ولّا إيه رأيك يا عروسة ؟
وتفكر منى كويس في الكلام إلي الراجل قالهولها وتقوله : فعلا إنت عندك حق , أنا من زمان وأنا عاوزة أعرف غلاوتي عنده .... كنت دايما بحس في الخطوبة إنه مجبر يتجوزني ..... وإني مش غالية عليه .....بس إنتو مش شايفين إن 30 ألف شوية قوي على واحدة زيي , هو إنتو خاطفين معزة .... أنا منى الدرملى إلي نص شباب المنطقة حفيو عشان يتجوزوني ...... بقولوكو إيه ما تطلبو منه 50 ألف .
ويبص التلات رجاله لبعض وهما مستغربين , ويقول واحد منهم : حرام عليكي يا شيخة , ده الراجل لسه بيبتدي حياته ..... ويرد عليه زميله : خافي ربنا يا مفترية , إنتي مش مقدّرة المعاناة إلي بيعانيها الشباب عشان يجيب القرش ....... , أما التالت يرفع إيده للسما ويقول : حسبي الله ونعم الوكيل ...

تبصلهم منى وهي متنرفزة وتقول بعصبية : يا خسارة الرجالة ..... مش عارفين تطلبو 50 ألف جنيه ..... وبعدين هو ده أصلا رقم , أنا أعرف إلي بيخطف حد بيطلب على الاقل 100 ألف مش 30 .....وبعدين لو جابلكو ال 30 ألف , كل واحد هيخدلو كام يعني؟ ..... 10 تلاف ...... يعملو إيه ال 10 تلاف في الزمن ده ....... وبعدين إنتو شكلكو لسه شباب ومحدش فيكو إتجوز مش كده ؟ ....... يرد التلاتة في صوت واحد : لا لسه محدش مننا إتجوز ........ وتكمل منى : طيب إزاي هتتجوزو في ظل الفقر والبطالة إلي بيعيشها المجتمع ؟ ..... وإزاي هتفتحو بيوت وتصرفو على أهاليكو ؟ .......... إيه مالكو طاطيتو راسكو ليه ؟ ....... كلام يوجع ... مش كده ؟
يرد واحد منهم : مهو يا أبلة دي أول عملية خطف نعملها وإحنا منعرفش الأسعار إلي موجودة في السوق ..... وبعدين لما كل واحد ياخدله عشر تلاف , مش شوية برضه .... ولازم الواحد يبتدي في الأول بسعر قليل عشان نعمل سمعة كويسة للعصابة بتاعتنا ..... إحنا مش زي العصابات التانية إلي مبتخفش ربنا وتغلي السعر على الناس الغلابة المخطوفة .
منى : قولي يا إسمك إيه .....
-         محسوبك برعي .
-         قولي يا برعي ..... إنت إيه إلي هتخسره لما تطلب من  جوزي 50 ألف ..... أنا يا سيدي بقولك إطلب 50 , عشان نشوف إذا كنت غالية عليه ولا لأ .
-         يعني يا أبلة , جوزك يقدر يجيبلنا ال 50 ألف , ولا نروح نشوف حد غيرك نخطفه .
-         تشوف حد غيري! ...... هو كان لعب عيال ولا إيه ؟  طالما خطفتوني , يبقى لازم تكملو الخطف للآخر .
-         خلاص إحنا نطلب منه 40 ألف .... إشطة كده يا أبله .
-         منى : خلاص إشطة .
ويتصل واحد منهم بعبده : ألو ..... إزيك يا عبده , حضرت ال 40 ألف .
-         40 ! ........ إحنا متفقين على 30 بس .
-         معلش بقى إتصرف في كمان عشرتلاف .
-         ربنا يعلم أنا عملت إيه عشان أجيب ال 30 ألف دول , وإنت عاوز مني كمان عشرة .... مش هينفع , مش هينفع .
ويحط الراجل إيده علي السماعة ويقول لمنى بصوت واطي : عبده بيقول إنه طلع عينه على ما جاب ال 30 ألف ومش هيعرف يجيب الباقي .
منى : قوله العشرتلاف دول , قبل ال 30 .
الراجل لمنى : بس إحنا مصدقنا إنه جاب ال 30 ألف ..... ملوش لازمة بقى العشرة .....
منى  : إنت الخسران  .
ويكمل الراجل كلامه مع عبده : لازم تيجي ب 40 ألف ...... وإلا مش هتشوف عروستك بعد كده ...... نتقابل بكره الساعة 10 بليل عندنا ومعاك الفلوس .... وهكلمك قبلها بساعة عشان أقولك عندنا فين ..... سلام يا عريس ..

يقفل عبده السماعة ويفكر إزاي هيتصرف في ال10 تلاف الباقيين  .... وعمل المستحيل عشان يلمهم , لكن كل محاولاته بائت بالفشل .... فقرر إنه يروح يقابل العصابة , ويحاول يفاوضهم في باقي الفلوس .

وراح في معاده ومعاه ال30 ألف ...... واول ما وصل المكان , قابله واحد وخده معاه للمقر بتاعهم .
عبده : عاوز أعرف إنتو واخدني على فين ؟
-         متتكلمش كتير وهتعرف كل حاجة .
أول ما وصلو المكان قرب منه واحد من العصابة ومد إيده عشان يسلم عليه : معاك برعي رئيس مجلس العصابة  ...... إتفضل .... إتفضل يا أستاذ عبده .... حضرتك شكلك متوتر أوي ..... إحنا بشر عاديين , مش زي ما السيما مبوظة سمعتنا وبتجبنا وحوش معندناش قلب ...... هو أنت أول مرة تقابل رئيس عصابة عالحقيقة ؟
عبده : حقيقي دي أول مرة ...... أنا كنت بشوفهم بس في الافلام ...وكان لازم الراس الكبيرة يكون أقرع .... بس حضرتك ما شاء الله الشعر في راسك ملوش عدد ..... ميبنش على ساعتك خالص إنك رئيس عصابة .
برعي : هههه  ..... ما إحنا لازم بقى نجاري الموضه ونعمل النيوبوك إلي بيقولو عليه ده ......... قولي يا عبده إنت جبت ال 40 ألف , ولا لأ .
يبلع عبده ريقه بصعوبة وهو بيقول : في الحقيقة .... في الحقيقة , أنا معاييش غير 30 ألف ....... وأوعدك إني هديك العشرة الباقيين بعد الإستلام .
برعي : تؤ تؤ تؤ ....... كده هزعل منك يا عبده ..... إحنا متفقين على 40 , وإنت مجبتش غير 30 ...... أنا آسف أوي هنضطر نحبسك في أوضه جنب عروستك على ما باقي الفلوس ييجو ...... خدوه .
وياخده راجل لأوضه جنب أوضة عروسته , وأول ما يوصل يربطه الراجل , ويطلع من الأوضه ويقفل عليه .

شوية كده ويلاقي صوت جاي من الأوضه إلي جنبه , فيروح يقرب من مصدر الصوت إلي جاي من فتحة موجودة في الأوضة , ويبص يلاقي عروسته لسه بفستان الفرح إلي معداش عليه غير تلات تيام ..... يحاول يطلع إيده من الفتحة ويمسك إيد عروسته ويقول : منى ...... إزيك يا حبيبتي ... وحشتيني أوي التلات تيام دول ..... أنا معرفتش أنام غير لما إتصرفتلك في ال30 ألف ..... بس هما حبسوني عشان كانو عاوزين كمان عشرتلاف ..... نفسي أعرف مين الجزمة إلي طلب منهم يزودو الفلوس .
منى : حرام عليك يا عبده ماتشتمهمش , دول عصابة لطيفة أوي .... أنا عمري ما شفت حد خطاف بيعامل المخطوفين بتوعه بالطريقة دي ...... يا عبده دول ناس محترمين أوي ..... تخيل يا عبده  مفيش حد فيهم سكعني كف على وشي ولّا إداني بونية ولّا حتى قالي كلمة وحشة ..... بجد ناس زوق أوي يا عبده ...... بس هي الظروف إلي ملطشة معاهم وخليتهم يمشو في الطريق ده .
عبده : معقولة يا منى إنتي بتدافعي عنهم كده ؟
منى : أديك يا سيدي مخطوف زيي , وبكره تشوف معاملتهم معاك هتبقى إزاي ؟ ....... بجد يا عبده هتتمنى إننا نكمل شهر العسل هنا ..... وهيبقى أحلى شهر عسل .
عبده في رومانسية : طالما إنتي جنبي يا موني ..... يبقى أيامي كلها عسل ......  مخبيش عليكي يا حبيبتي , أنا مبسوط أد إيه دلوقتي .... أي نعم مخطوف وكمان مربوط .... لكن آعد جنب أحلى إنسانة .
منى : الله على كلامك يا عبده .... قول ... إشجيني .
وقبل ما يرد عبده , إتفتح الباب بتاع الأوضة إلي آعد فيها , ودخل برعي وهو بيقول : الله الله ...... إحنا نخطف عروستك وبعدين نخطفك ..... وإنتو آعدين تحبولي في بعض حضراتكو ..... ده إسمه تهريج وتسيب وعدم إحساس بالمسؤولية ...... يا أستاذ حس شوية بالموقف إلي أنا وعصابتي فيه  ...... واحد كنا طالبين منه 40 ألف وهو مجبلناش غير 30 بس .... العشرة الباقيين دول هييجو إزاي ؟ ....... أرجوك  يا أستاذ ساعدني ..... أنا مبقتش عارف أفكر ....... كل المعلومات إلّى الواحد كان عارفها عن الخطف إتبخرت ......
عبده وهو صعبان عليه الراجل : خلاص يا عم برعي ..... إستهدى بالله كده ..... وصلى عالنبي .
برعي في إيمان عالي : عليه أفضل الصلاة والسلام .
عبده : بص يا سيدي , إحنا نتصل بأبويا عشان نطلب منه العشر تلاف ونديله مهلة أسبوع عشان يقدر يتصرف ويجيبهم ...... إيه رأيك يا عم ؟
برعي : والله فكرة مش بطالة .... وتقديرا مني لفكرتك دي .... أنا هفكك , وهخليك في الأوضة إلي جنب أوضة عروستك ...... إحنا عارفين بقى إنكو عرسان جداد وملحقتوش تتهنو ببعض ...... بس أمانة عليك يا شيخ أوعى تكون شايل مني يعني أنا ولا حد من الرجالة دول عشان حرمناك من عروستك يوم فرحك .
عبده : عيب عليك يا برعي ..... إنت شكلك راجل طيب وإبن حلال وربنا هيكرمك , وأبويا يتصرف في العشرتلاف بسرعة ..... بس عندي طلب صغير منكو ........ تكبرولي الفتحة إلي في أوضتي شوية .

وبعد إتصال عبده بوالده  , قضى عبده مع منى 6 أيام ..... كل يوم يصحي فيها عبده .... يجري على الفتحة ويبص على عروسته وينادي عليها عشان تصحي وتكمل معاه اليوم ...... وطول اليوم يتكلمو مع بعض في حياتهم بعد كده وفي أحلامهم وأمنياتهم ...... وكانو عايشين ملوك ..... الأكل يجيلهم لحد عندهم وكل إلي بيعملوه إنهم آعدين مع بعض وكل العصابة بتخدّم عليهم ...... إكتشفت منى في الايام دي إنها غالية اوي عند عبده .... بعد ما حكالها على إلي عمله عشان يتصرف في المبلغ ده ..... وعدت ست أيام عليهم كانو فعلا أحلى شهر عسل ....
وصل أبو عبده ومعاه باقي الفلوس ...... وخد عبده عروسته عشان يمشو , لكن برعي وقفهم : استني يا عبده ...... أنا عاوز أديك حاجة ..... وراح مديله شنطة ..... فتحها عبده ولقى فيها فلوس : إيه الفلوس دي ؟
برعي : دول ال 40 ألف بتوعكو ..... وعليهم ألفين من عندي ... الفلوس دي بتاعتكو إنتو .... انا خلاص قررت أتوب وأروح أدور على واحدة أتجوزها وأعيش معاها باقية عمري ....




0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Powered by Blogger