اتفضل يا عم ... سمي كده وإدخل برجلك اليمين ... اطلبلك حاجة ؟

لأ ... طب كويس .. منور ياباشا

حنكش وبهيجة ( قصة حب منيلة بستين نيلة )







من مذكرات بهيجة

كان عندي وقتها 16 سنة , وكنت طالعة من الدرس لقيت واد زميلي وقف قصادي وبعدين أطع ورقة من كشكوله وراح حدفها عليّا ... أنا طبعا إستغربت من الحركة دي وكنت عاوزة أزعق معاه وأقوله صندوق الزبالة على يمينك يا حمار , لكن قلبي مطوعنيش وكان عندي إحساس كبير إن الورقة دي وراها حاجة كبيرة أوي ... وأتأكدت أكتر لما الواد شاورلي عشان أرفع الورقة .... وفعلا رفعت الورقة وجيت عشان أديهاله  لكن لقيته فص ملح وداب ...... كان عندي فضول كبير أعرف الورقة فيها إيه ...  وبعد مجهود كبير في فك رموز الخط المنحكش إلي مكتوب بيه الرسالة وبعد ما أعدت أخمن حوالي خمس إحتمالات لكل كلمة .... عرفت أقري الرسالة وإلّي الواضح إنها رسالة غرامية .... وخاصة لما شفت في آخر الرسالة شخبطة عرفت بعد كده إنها رسمة لقلب , والسهم إلي خارم الشخبطة دي ... أصدي القلب ده وعليه أول حرف من إسمي وأول حرف من إسمه .. وكان التوقيع في آخر الرسالة : حنكش المكوي بنار حبك .
يخرب عقلك يا حنكش ... بقى كل ده يطلع منك ... بس كان كاتبلي كلام حب , يدل على إنه حبّيب كبيرقوي , كان كاتبلي في الرسالة ( عندما أمسكت بقلمي ..... أخذت أبحث عن ورقة لكي أكتب لكي فيها ما في داخل أساريري ... بحثت كثيرا عن ورقة تليق بك ... فلم أجد خيرا من كشكولي الذي أذاكر فيه دروسي ... فتحت الكشكول وأخذت أبحث عن ورقة فارغة كي أملأها بكلام يعبر عن حبي لكي  .... لكن ساءني ما رأيت من هذا الكشكول اللعين , فقد إمتلأت أوراقه بمعادلات وقوانين لا طائل منها .... إذا فماذا أفعل , هل أترك قلبي يحبس ما بداخله من حب ولوعة بسبب هذا الكشكول ... لقد أقسمت على نفسي أن أقطعه مئات القطع حتي يكون عبرة لباقي زملائه .... ليعلمو مدى جرمه عندما رفض أن يفرغ أحد أوراقه لأكتب لكي ما بداخلي .... وكانت المذبحة بعد أن فرقت أشلائه في أنحاء الغرفة .... ولم أجد أمامي إلا كشكول آخر لم يكن بداخله أي كلمة , لذلك أخذته وكتبت لكي فيه هذه الرسالة ..)
بعد ما خلصت الرسالة دي سرحت شوية وأعدت أفكر في الواد المدهول على عينه ده ...  معقولة يكون حنكش ده لحق يحبني وإحنا مكملناش شهر في الدرس .... ليه لأ ؟ ... مش بيقولو إن فيه حب من أول نظرة ... أكيد حبني من أول نظرة .... أنا برده منكرش إني كنت مايلة ليه .... أنا فاكرة في يوم .. الأستاذ سألني مين هو موحد القطرين وكنت ساعتها بفكر فيه .... فقولتله من غير مفكر حنكش يا أستاذ ... طبعا ساعتها خدت تريقة من كل زمايلي في الدرس .
أنا لازم ابعتله رد على الرسالة إلي بعتهالي دي , ميصحش أسيبه يسهر الليالي يعد النجوم وأنا مشاركوش في العد .... ده حتى تبقى قلة ذوق , وأنا بنت متربية وأعرف الذوق كويس ... عشان كده أول ما وصلت البيت جبت كشكول وقطعت ورقة من النص , وكتبتله رسالة مضمونها إني معنديش مانع إنه يحبني وأحبه ونقضّيها غراميات وكده .... تاني يوم لما رحت الدرس , طبّقت الورقة وحدفتها عليه وهو طالع من الدرس , لكنه لما شاف الورقة على الأرض داس عليها بجزمته وداس على قلبي معاها ....... لكن واحد صاحبه نبهه إن الورقة إلي داس عليها دي  مَرْميّة منّي ..... الواد أول ما عرف كده شال جزمته من على الورقة بسرعة رهيبة .... وخد الورقة وأعد ينضفها ويهندم فيها وهو بيتوعد الجزمة بتاعته إنه يرميها في أقرب مقلب زبالة عشان إتجرأت وداست على الورقة بتاعتي .... ساعتها بس روحي ردّتلي تاني ... وأعدت أراقب من بعيد هيعمل إيه ..... خد الورقة فتحها وأعد يقرا الكلام المكتوب وأنا قلبي بيتنفض عاوزة أعرف رد فعله .... لقيته مسك الورقة وقطعها ميت حته .... وأنا ساعتها مقدرتش أستحمل ... فأغمي عليا ....

 أول ما فوقت لقيت كل زمايلي في الدرس ملمومين حوالَيّه ... مش مهم كل الناس دي , أهم حاجة    أشوف راس حنكش , أعدت ادور وسط الرؤوس الكتيرة الموجوده حواليّه .... وفعلا لقيته  وهو بيقول يا جماعة حد يطلب الإسعاف ...( فعلا حنكش ده ولد أصيل ) ... لو كان معايا عشرة جنيه كنت أشتريت بيهم وسام وإدّيتهوله , لكن يا خسارة ممعاييش غير نص جنيه تمن الميكروباص .... بس إيه ده؟!  ... أنا قبل ما يغمي عليّا , حنكش كان ماسك رسالتي بيقطّعها .... وأنا دلوقتي عمّاله أشكر فيه  وأديله في أوسمة وناسية المصيبة إلي عملها ... طبعا ما أقدرتش أمسك نفسي وأنا بقول بصوت عالي سمعه كل الناس الملمومة حوالينا ( إنت قطعت الورقة ليييييييه يا خااااااااااين ؟ ) ..... وطبعا الكلمة إلي قولتها كانت كفيلة إنها تخلّى وش حنكش يضرب ألوان  .... وكل الموجودين يبصو ناحيته .... وكان في موقف لا يحسد عليه .... بيني وبينكم الواد صعب عليّا وحسّيت إني زوّدتها أوي , لكنه يستاهل أكتر من كده , بقى يقطّع رسالتي بالطريقة البشعة دي ! ..... أضطريت أقوم من مكاني وأروح البيت علطول ... وأنا ندمانة إني كتبت الرسالة دي لحنكش ..... قعدت طول اليوم أسح بالدموع .... وشغلت جميع أغاني الخيانة من أول عبد الحليم لحد أبو الليف ..
وفجأة وسط الاجواء الحزايني دي , الموبايل رن .... أعدت أدور عليه , لقيته مدفون تحت المناديل الكتيرة إلي كنت بمسح بيها دموعي ... بصيت على الرقم لقيت نمرة غريبة .... ردّيت ... وإذ بصوت مسرسع طالع من الموبايل بيسألني : عارفة أنا مين ؟ ( وطبعا أنا عرفت هو مين  ..... ده صوت حنكش المسرسع إلي كنت علطول بسمعه وهو بيكلم بيه زمايلي البنات , أصل حنكش عنده صوتين صوت بيجعر فيه لما يتكلم مع زمايله الولاد وصوت مسرسع بيكلم بيه زمايله البنات )  ...... أنا طبعا من جوايا كنت طايرة من الفرح , لكني تظاهرت وأنا برد إني مدايقة , فقولتله وأنا بتصنّع الزعل : ينفع كده يا حنكش الورقة إلي أطعتها إنهارضه ........ رد حنكش بصوت رومانسي وهو بيضحك : على فكرة إنتي أسأتي الظن بيا , الورقة إلي أطّعتها دي مكنتش رسالتك , حتى بالأمارة عرفت أتصل بالموبابل إلي إنتي سيبتهولي في آخر الرسالة ....
يااااااه ده أنا طلعت وحشة أوي و شكاكة  .... أنا آسفة يا حنكوش ... بليز بليز سامحني ........ بجد مش عارفه أعتذر إزاي ... طب إنت قابل إعتذاري ده ولا أقولك أنا آسفة كمان مرة .. بجد سوري سوري  من إنهارضه لغاية اليوم إلي أنت عاوزه , تحب لغاية شهر كمان ولا لغاية سنة بحالها ( ده على أساس إني مأجراله شقه )... رد عليّا حنكش : يا بهيجة ( ده إسمي على فكرة  )  متعمليش في نفسك كده , أنا خلاص قبلت إعتذارك  ..... وكانت آخر كلمة قالها كفيلة إننا نبدأ بيها قصة حبنا إلّي هحكيلكم عليها دلوقتي .
بعد المكالمة دي , طلب مني حنكش إني أديله الأميل بتاعي .... وكنت مترددة في الأول , لكنه طمّني إنه هيحافظ على الأميل بتاعي ومش هيدّيه لحد تاني .... وفعلا يوميها دخلت على الإميل وأعدت أتكلم معاه .... بصراحة مش عاوزة أقولوكم كان أد إيه محترم وطيب ومسمعتش منه أي كلمة خارجة .... وبعد ما خلّصت الكلام معاه , أعدت أفكر ليه ميبقاش حنكش هو إلّي أمه وعيلته كلها داعيين عليه ويبقى جوزي في المستقبل ..... أنا لازم أعمل المستحيل عشان أحقق دعوة أمه عليه وأربطه جنبي وأخليه ميفكرش في حد غيري , وخصوصا وهو إنسان محترم وأخلاقه حلوة ..
عشان كده كل يوم بعد ما خلّص الدروس بتاعتي ... أجري على النت أفتح الأميل عشان أتكلم معاه .... بس لحد وقت كبير كان بيتكلم معايا في حاجات عامة ... مرة يكلمني عن قضية الإعتصامات أدام مجلس الشعب ( طب وانا مالي يا عم حنكش ... إنت شايفني شغّالة في المجلس المحلى ) , ومرة يكلمني عن حلقة معتز على المحور إلي إستضاف فيها وزير المالية وهو بيأكد إن الضرايب حاجة حلوة وإن المواطن لازم يدفع ضرايب عشان الحكومة تفضل تخدم فيه وفي أهله  ( كل الكلام ده حلو يا حنكش , بس أنا مبكلمكش عشان تعملي فيها مذيع نشرة أخبار ... عاوزين بقى الكلام الرومانسي إلّي يأكّل عيش ) .
وفعلا معداش شهر ... وإبتدا الكلام بتاع حنكش يتغير , بدأ أخيرا يلمّح إنه عاوز يتجوزني , وأنا ساعتها سألته إذا كان ممكن نفضل نكمل كلام لغاية ما يتخرج ويشتغل .... فأكّدلي إن ده أمر مفروغ منه , وإن مفيش أصلا إسم أي بنت مكتوب على الماسنجر بتاعه غير إسمي .... بجد اليوم ده فرحت فيه كتير وكنت مزقططة , كنت دايما بشك إنه بيكلم بنات غيري ... لكن بعد الإعتراف ده ... إتأكدت إنه ليّا لوحدي .
إبتدت مكالماتي ليه عالنت تزيد ... بالساعة والإتنين كل يوم  , وكنت كل مرة أخلص فيها المحادثة , أسّجلها على ملف وورد وأعد أقرا فيه تاني كلمة كلمة ... ومعنديش مشاكل افرجكو على محادثة حصلت ما بينا .
أنا : إزيك يا حنكش , إنت مجيتش إنهارضه ليه الدرس , أنا قلقت عليك موووت .
حنكش : متقلقيش يا بهيجة , دول شوية برد وكحة .

-          ألف سلامة عليك يا حنكوش , إن شالله إلي يكرهوك , دأنا كان هاين عليا إنهارضه أزوّغ من الدرس عشان أدورعليك في الشوارع .... خوفت يكون الميكروباص إلّي إنت راكبه نط من عالكوبري ....وأنا عارفة إنك مبتعرفش تعوم .

-         لا لا يا بهيجة ... إنت كده قلوقة زيادة عن اللزوم ... أنا مرضاش لما نتجوز تفضلي قلقانة عليا كده طول ما أنا غايب عن البيت ...

-         حقيقي هنتجوز يا حنكش ... طب إمتى والساعة كام ؟

-         مش كتير ... هما سنتين ثانوية وأربعة أو خمسة كلية وكام سنة جيش وكام سنة على ما أشتغل وأكون نفسي ... يعني ممكن نقول هتقدملك على سنة  2045

-         إنت بتهزر يا حنكش ..

-         يعني أقولك إيه يعني ... ما إنتي بتقولي حاجات غريبة .... جواز إيه دلوقتي ... لسه بدري على الكلام ده .

-         يعني إنت هتتجوزني ولا نروح نلقّط عيشنا مع واحد تاني .

-         على فكرة أنا كده هزعل .... يعني إيه تروح تلقّطي عيشك مع واحد تاني ؟ .... حافظي على مشاعري ... إنتي بتكلمي إلي هيبقى في يوم من الايام جوزك وأبو عيالك .

-         أنا آسفة يا حنكوش .... سوري .... بس إنت برضه بتهزر هزار رخم .... 2045 لو كنت عايشة هكون جدة ... مش عروسة .

-         بصي أنا هقفل بقى عشان أذاكر شوية ... وإنتي برضه روحي ذاكري عشان تجيبي فوق الخمسين في المية .

-         هههههه , خمسين مين يا عم , هما 98 % زي كل سنة  ( إبقى قابليني )

-         سلام

-         سلام


وإستمر الحال ده حوالي خمس شهور , وفي مرة من المرات حدثت الفاجعة و عرفت بالصدفة إن حنكش بيخوني ....  ومع مين ؟ .... مع سماح .... سماح دي تبقى صاحبتي الانتيم ...
  وطبعا كان لازم تتم المواجهة , إتصلت بيها وسألتها إذا كان الموضوع ده بجد ولا مجرد إشاعات .... حاولت تنكر في الأول , لكن في الآخر إعترفت إن حنكش أعد يلف عليها لغاية ما خلّاها تكلمه عالنت .... وبيني وبينكو حنكش كلامه يدوّخ , ويقدر يوقع أي بنت في مصيدته ... وبعد الموقف ده علاقتي إتقطعت بسماح نهائيا , وحاولت تعتذرلي كتيير , لكني كنت برفض وخاصة إنها لسه كانت بتكلمه ... نروح بقى لحنكش إلي لما سألته ليه بيكلم سماح , جاوب عليا بكل برود : سماح دي مجرد صديقة , إنتي حبيبة ..... فاهمة يعني إيه حبيبة , يعني كمان كام سنه هتبقي مراتي ... طبعا كلامه مدخلش دماغي , وقفلت معاه وأنا بوعده إن دي آخر مرة أتكلم فيها معاه .
كنت فاكرة إنه سهل أقطع علاقتي مع حنكش .... لكن أعدت أتعذب شهر بحاله , كان خلالها بيبعتلي رسايل إعتذار , وإني لازم أقدّر موقفه إن كلامه مع صاحبتي مجرد كلام عادي .... وملوش اي علاقة بالحب وسنينه , طبعا كلامه مش منطقي ولا ليه علاقة بالواقع .... لكن للاسف ضعفت ورجعت أكلمه تاني .






ومازال للحديث بقية ....





0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Powered by Blogger