اتفضل يا عم ... سمي كده وإدخل برجلك اليمين ... اطلبلك حاجة ؟

لأ ... طب كويس .. منور ياباشا

مذبحة الاستاذ محسن ...


كان مجرد ذكر إسمه في أيّاً من فصول مدرستنا يثير الرعب والهلع في أنفسنا , إنه الأستاذ محسن مدير المرحلة الإبتدائية في المدرسة ........... قد يزعم الألمان أنهم عاشو أحلك الفترات تحت قيادة النازي هتلر ...... لكنها لم تكن على أية حال أحلك من العصر الذي عاصرته مدرستنا في حكم الاستاذ محسن .

فعندما يدخل علينا أيا من المدرسين , ويسأل عن الواجب ..... وكالعادة يرفع بعض الطلاب أيديهم , ويشير لهم الاستاذ بالخروج إلي السبورة ........ ويخرج الطلاب في هدوء , ولكن تسقط عليهم كلمة الاستاذ  بأنه سيتم ترحيلهم إلى الاستاذ محسن كالصاعقة ........ يرتجف الطلاب هلعا .... ولا يقوى أي منهم أن يكمل طريقه إلي السبورة .......... أهون عليهم أن يتم ترحيل أوراقهم إلي فضيلة المفتي فيشنقوا وتذهق أرواحهم ....... أو أن يتم ترحيلهم إلي المعتقلات فيجلدو ويعذبوا ولا يتم ترحيلهم الى الأستاذ محسن ....... بالفعل لم تكن هذه الكلمة المكونة من أربع حروف  ( م ح س ن)  بالكلمة الهينة , إنها كلمة  كارثية مفجعة ....... تصيب من يسمعها بالهلع والصراخ والعويل .......

يتدخل الاستاذ لتحريك هؤلاء الطلبة الذين تجمدو في أماكنهم عند سماعهم هذا الخبر المفجع ......... فهذا يبدو أنه قد شلّت قدماه ........ وآخر يتشبث بكل ما أوتى من قوة في الدسك كي لا يستطيع الاستاذ سحبه إلي الخارج ( فليؤخذه بالدسك إلي الخارج إن أراد , فالعمر ليس بعزقة) , وآخر يندفس وسط زملائه ليحتمي بهم ....... وبعد مجهود عظيم من الأستاذ , يخرج الطلبة الذين لم يفعلو الواجب إلي السبورة , وهم  يستسمحونه  بأن هذه آخر مرة لا يفعلون فيها الواجب , ويتندمون على ما أقترفته أياديهم من فعلتهم الشنعاء و تركهم للواجب ... ليتهم قد تركوا طعامهم وشرابهم وصامو شهورا وسنينا , وليتهم قد تركو ديارهم وأموالهم وهامو على وجوههم في الصحراء ,  ولا يتركو الواجب , لكن  هذا ليس وقت الندم .

هيا أيها المجرمون لكي تنالو عقابكم ....... أيها الحثالة .... الاوغاد ....كيف لا تفعلون الواجب , إنه لجرم عظيم وكارثة مفجعة , لا يكاد عقلي يتخيل هذه الجريمة النكراء التي ارتكبتموها , بل لا يكاد لساني نطق اسم هذه الجريمة ..... إنها لحقا جريمة .... جريمة لا تغتفر............  هيا إلي الهلاك المبين ..... إلى الأستاذ محسن .
لا يجد الطلاب أي مفر من الذهاب للأستاذ محسن , ويسيرو في انكسار إلي مكتبه الذي يتوسط الفصول ....
يجلس الاستاذ محسن في مكتبه ويشاهد الطلاب قادمين نحوه , فتعلو وجهه ابتسامة ماكرة , ويتأهب للمذبحة التي سيرتكبها ......... يستل أحد الخرزانات الطويلة , ويشهرها لأعلى ثم يضرب بها في الهواء عدة ضربات , فيُسْمَع صوتا مرعبا .... يسمعه الطلاب فيزدادو رجفة علي رجفتهم ورعبا علي رعبهم .

يدخل الاستاذ إلي مكتب الاستاذ محسن ليخبره عن هؤلاء المجرمين الذين لم يفعلو الواجب ......... يخرج بعدها كالأسد الذي يبحث عن فريسته موجها إليهم نظرات فاحصة تبث فيهم رعبا كبيرا ..... ولا يمضى لحظات حتي يشير للأستاذ بأن يذهب لفصله حتى يتم تأديب هذه القلة المنحرفة .
ويسمع الاستاذ أصوات الاستغاثة من الطلاب وهو عائد إلي الفصل ......... وتتم المذبحة على أكمل وجه , فيفرغ الاستاذ محسن كل كبته وعقده في الطلاب الذين يظلون في الصراخ طوال المذبحة .........




0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Powered by Blogger