كعادته كل يوم, يخرج عم حسن من عمله مسرعا كي يستطيع اللحاق بأي ميكروباص يوصله لمنزله , وكثيرا ما نصحه الأصدقاء بركوب الأتوبيس بدلا من الميكروباص كي يوفر مبلغ مالي قدره ( 100 قرش يوميا,هو في الحقيقة في أشد الحاجة إليه), لكن دائما ما يرد عم حسن بمقولته الخالدة : لا للأتوبيس , ولا للتاكسي .
فأما الاتوبيس من وجهة نظره ,فهو وعاء اسطواني يمكن ملؤه بكمية كبيرة من البشر , وقد يصل عدد سكانه في أوقات الذروة من 20 – 25 نسمة في ال سم2 (حسب تعداد 2009), ولأن عم حسين مش من الشباب الروش بتاع الجيم ونفخ العضلات ,فهو لا يقوي علي خوض هذه المعركة اليومية داخل الأتوبيس.
أما مبدأه الثاني (لا للتاكسي) فلا يخفي علي أحد المرتب الذي يحصل عليه عم حسن وأمثاله آخر الشهر.
ولذلك يضطر عم حسن للوقوف يوميا في انتظار أي ميكروباص, وأخيرا بعد الوقوف الطويل تحت أشعة الشمس الحارقة , تظهر من بعيد البشائر, حيث يري عم حسن -خيراللهم أجعله خير-حاجة بيضة وفيها خط أزرق وماشية بسرعة, وبحكم خبرته الطويلة في ركوب الميكروباصات , يفسرها عم حسن لجميع الواقفين (يا جمااااااااعة في ميكروباص جاي , أي والله هناك أهوه) , ولا تمر ثواني معدودة حتي تتحقق نبوءة عم حسن , ويقف ميكروباص بنفس المواصفات التي ذكرها أمام الجميع.
ويدخل عم حسن مسرعا داخل الميكروباص بعد سماعة لمقولة السائق اليومية : بسرعة يا أستاذ عشان العسكري واقف, وما أن يدخل الميكروباص ويجلس علي أحد الكراسي حتي يسمع صوت التباع : يا أستاذ شوية كده عشان الكرسي ده بيشيل 4 ........( وفي الحقيقة الكرسي الي بيشيل 4 من وجهة نظر التباع , ليس إلا دكة خشبية لا تحتمل أكثر من نفرين , لكن مع شوية تضحيات من الركاب وقبول كل راكب إنه يشيل واحد علي حجره -الراجل يشيل راجل والست تشيل ست – (محدش يفهم غلط ), في هذه الحالة فقط يمكن تطبيق نظرية التباع ).وبعد أن يكتمل عدد الركاب ال22 يبدأ الميكروباص في الانطلاق.
- 4 كراسي , كل كرسي يعد عليه 4,تبعا لنظرية التباع
وبجمع (1) و (2) و (3) و (4) (16+2+2+2=22) , وطبعا مننساش السواق والتباع.
وما أن يجلس عم حسن داخل الميكروباص , حتي يغط في نوم عميق ....... ولكن بعد مدة ليست بكبيرة , يستيقظ عم حسن مفزوعاعلي صوت جاعوري يخرج من مكان ليس ببعيد عنه , ويظنه في البداية خناقة في الشارع , ولكن بعد أن يتتبع مصدر الصوت , يكتشف أن هذا الصوت يخرج من السماعة التي بجواره , وهو لأحد المطربين الشعبيينوالذي يحكي في رائعته الموسيقية عن مأساته بعد أن تركته حبيبته , وإديته زمبه, وهو دلوقتي ملوش حبيب ولا صاحب.
ويحاول عم حسن التعايش مع هذا الصوت المزعج ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل , فيضطر لمخاطبة السواق : بعد ازنك يا اسطة , ممكن توطي التسجيل شوية, وما أن يسمع السواق هذا الكلام حتي يضغط علي الفرامل بقوة تجعل جميع من في الميكروباص يتنطرو لأدام , ثم يدير ظهره لعم حسن موبخا اياه : ايه يا عم البشمهندز , هو انت هتمشيني علي مزاجك , مش عاجبك الصوت ممكن تنزل بعد ماتتدفع الاجرة , ويبدأ عم حسن في الرد علي السواق لكن جميع من في الميكروباص يهدوا الموضوع : خلاص يا اسطة عيب كده ده راجل قد أبوك.
السواق: يا عم الحج أنا أبويا مات من زمان , وبعدين أبويا هو الي حببني في المطرب ده, ويبدأ أهل الخير في الميكروباص بتهدئة السواق وعم حسن, وتنقضي المشكلة علي خير,و يجلس بعدها عم حسن ومازال الغضب ظاهرا علي وجهه لكنه يحاول أن يزيل آثارهذا الغضب بالاستغفار.
وتمر الدقائق داخل الميكروباص يتابع فيها عم حسن, السواق وهو مندمج مع نغمات الأغنية إلي كل متخلص يشغلها تاني , وكل ماتقابلو عربية ملاكي يعد يسب ويلعن : يخرب بيت الملاكي , علي إلي راكبين الملاكي( مع العلم إني في ألفاظ تم حذفها عشان الرقابة) , وكل ما عربية أجرة تحاول تعديه يزنق عليها متجاهلا وجود كمية لا بأس بها من البشرراكبين معاه في الميكروباص .
وما أن يقترب الميكروباص من المكان إلي هينزل فيه عم حسن , حتي يشعر بالسعادة لأنه ما زال حيا يرزق.................. وينزل عم حسن من الميكروباص متمنيا أن لا يعود لركوبه مرة أخرة ...........لكن ما باليد حيلة.
تمت
فأما الاتوبيس من وجهة نظره ,فهو وعاء اسطواني يمكن ملؤه بكمية كبيرة من البشر , وقد يصل عدد سكانه في أوقات الذروة من 20 – 25 نسمة في ال سم2 (حسب تعداد 2009), ولأن عم حسين مش من الشباب الروش بتاع الجيم ونفخ العضلات ,فهو لا يقوي علي خوض هذه المعركة اليومية داخل الأتوبيس.
أما مبدأه الثاني (لا للتاكسي) فلا يخفي علي أحد المرتب الذي يحصل عليه عم حسن وأمثاله آخر الشهر.
ولذلك يضطر عم حسن للوقوف يوميا في انتظار أي ميكروباص, وأخيرا بعد الوقوف الطويل تحت أشعة الشمس الحارقة , تظهر من بعيد البشائر, حيث يري عم حسن -خيراللهم أجعله خير-حاجة بيضة وفيها خط أزرق وماشية بسرعة, وبحكم خبرته الطويلة في ركوب الميكروباصات , يفسرها عم حسن لجميع الواقفين (يا جمااااااااعة في ميكروباص جاي , أي والله هناك أهوه) , ولا تمر ثواني معدودة حتي تتحقق نبوءة عم حسن , ويقف ميكروباص بنفس المواصفات التي ذكرها أمام الجميع.
ويدخل عم حسن مسرعا داخل الميكروباص بعد سماعة لمقولة السائق اليومية : بسرعة يا أستاذ عشان العسكري واقف, وما أن يدخل الميكروباص ويجلس علي أحد الكراسي حتي يسمع صوت التباع : يا أستاذ شوية كده عشان الكرسي ده بيشيل 4 ........( وفي الحقيقة الكرسي الي بيشيل 4 من وجهة نظر التباع , ليس إلا دكة خشبية لا تحتمل أكثر من نفرين , لكن مع شوية تضحيات من الركاب وقبول كل راكب إنه يشيل واحد علي حجره -الراجل يشيل راجل والست تشيل ست – (محدش يفهم غلط ), في هذه الحالة فقط يمكن تطبيق نظرية التباع ).وبعد أن يكتمل عدد الركاب ال22 يبدأ الميكروباص في الانطلاق.
توضيح :
- 4 كراسي , كل كرسي يعد عليه 4,تبعا لنظرية التباع
(المجموع 16). (1)
- علي الكرسي الي قدام (جنب السواق)
(المجموع 2) . (2)
- في الفسحاية إلي في الطرقة ( عدد الركاب 2 أو 3 ) ,واحد
يعد علي الارض والتاني يطاطي ,والتالت بقي يتصرفلو في أي وقفه.
(المجموع 2 أو 3) (3)
- 2 متشعبطين علي الباب.
(المجموع 2 ) (4)
وبجمع (1) و (2) و (3) و (4) (16+2+2+2=22) , وطبعا مننساش السواق والتباع.
وما أن يجلس عم حسن داخل الميكروباص , حتي يغط في نوم عميق ....... ولكن بعد مدة ليست بكبيرة , يستيقظ عم حسن مفزوعاعلي صوت جاعوري يخرج من مكان ليس ببعيد عنه , ويظنه في البداية خناقة في الشارع , ولكن بعد أن يتتبع مصدر الصوت , يكتشف أن هذا الصوت يخرج من السماعة التي بجواره , وهو لأحد المطربين الشعبيينوالذي يحكي في رائعته الموسيقية عن مأساته بعد أن تركته حبيبته , وإديته زمبه, وهو دلوقتي ملوش حبيب ولا صاحب.
ويحاول عم حسن التعايش مع هذا الصوت المزعج ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل , فيضطر لمخاطبة السواق : بعد ازنك يا اسطة , ممكن توطي التسجيل شوية, وما أن يسمع السواق هذا الكلام حتي يضغط علي الفرامل بقوة تجعل جميع من في الميكروباص يتنطرو لأدام , ثم يدير ظهره لعم حسن موبخا اياه : ايه يا عم البشمهندز , هو انت هتمشيني علي مزاجك , مش عاجبك الصوت ممكن تنزل بعد ماتتدفع الاجرة , ويبدأ عم حسن في الرد علي السواق لكن جميع من في الميكروباص يهدوا الموضوع : خلاص يا اسطة عيب كده ده راجل قد أبوك.
السواق: يا عم الحج أنا أبويا مات من زمان , وبعدين أبويا هو الي حببني في المطرب ده, ويبدأ أهل الخير في الميكروباص بتهدئة السواق وعم حسن, وتنقضي المشكلة علي خير,و يجلس بعدها عم حسن ومازال الغضب ظاهرا علي وجهه لكنه يحاول أن يزيل آثارهذا الغضب بالاستغفار.
وتمر الدقائق داخل الميكروباص يتابع فيها عم حسن, السواق وهو مندمج مع نغمات الأغنية إلي كل متخلص يشغلها تاني , وكل ماتقابلو عربية ملاكي يعد يسب ويلعن : يخرب بيت الملاكي , علي إلي راكبين الملاكي( مع العلم إني في ألفاظ تم حذفها عشان الرقابة) , وكل ما عربية أجرة تحاول تعديه يزنق عليها متجاهلا وجود كمية لا بأس بها من البشرراكبين معاه في الميكروباص .
وما أن يقترب الميكروباص من المكان إلي هينزل فيه عم حسن , حتي يشعر بالسعادة لأنه ما زال حيا يرزق.................. وينزل عم حسن من الميكروباص متمنيا أن لا يعود لركوبه مرة أخرة ...........لكن ما باليد حيلة.
تمت
0 التعليقات:
إرسال تعليق